الإسكندرية – 15 نوفمبر 2025
في عصر “الفوضى المعلوماتية” الذي نعيشه، حيث يختلط “الضجيج” بالخبر، و”الرأي” بالحقيقة، يبرز “الدور الاجتماعي” للصحافة المهنية (Journalism) ليس كـ “خيار” ترفيهي، بل كـ “ضرورة” حيوية لبناء مجتمع واعٍ وقادر على اتخاذ قرارات سليمة.
إن الصحافة الحقيقية تتجاوز “نقل” ما حدث، لتقدم “شرحاً” لـ “لماذا” حدث، وهو الدور الذي يمثل “الضمانة” الأولى لوعي المجتمع وحيويته.
1. الصحافة كـ “مُفسّر” (The Interpreter): تبسيط التعقيد
أولى الأدوار الاجتماعية للصحافة هي “الترجمة” و”التبسيط”. المواطن العادي “يغرق” يومياً في مصطلحات (اقتصادية، وسياسية، وعلمية) معقدة.
- الدور الإيجابي: تأخذ “الصحافة” الجيدة هذه “المصطلحات” المعقدة (مثل “التضخم”، “اتفاقيات المناخ”، “الأمن السيبراني”) و”تُفككها”، وتُقدمها للمواطن في “قصة” بسيطة ومفهومة. هي تجيب على سؤاله الأهم: “كيف يؤثر هذا القرار “عليّ” وعلى “أسرتي”؟”.
- النتيجة: يتحول المواطن من “متلقٍ” سلبي إلى “مشارك” واعٍ، يمتلك “الأدوات” المعرفية لفهم عالمه.
2. الصحافة كـ “مرشّح” (The Filter): حائط الصد ضد “التضليل”
في “سوق” الأخبار المفتوح (السوشيال ميديا)، الجميع “يصرخ”، و”الأخبار الكاذبة” (Fake News) هي “الأسرع” انتشاراً لأنها “الأكثر” إثارة.
- الدور الإيجابي: تعمل “الصحافة المهنية” كـ “مرشّح” (Filter) ضخم. “المحرر” و”الصحفي” ليسا مجرد “ناقلين”، بل هما “مدققو حقائق” (Fact-Checkers).
- النتيجة: إن “الصحيفة” أو “الموقع” الموثوق يقدم “خدمة” اجتماعية جليلة: إنه يوفر على القارئ “عناء” التمحيص، ويقدم له “معلومة” تم “التحقق” منها. هذا “يحصن” المجتمع ضد “الذعر” و”الاستقطاب” المبني على الأكاذيب.
3. الصحافة كـ “صوت” (The Voice): إعطاء “صوت” لمن لا صوت له
“الحكومات” و”الشركات” الكبرى تمتلك “منصات” قوية للتعبير عن نفسها. لكن “المواطن” البسيط أو “المجتمعات” المهمشة، غالباً ما يكون صوتها “خافتاً”.
- الدور الإيجابي: تبحث “الصحافة الاجتماعية” الحقيقية عن هذه “الأصوات”. هي “تسلط الضوء” على (القرى التي تحتاج خدمات، المبادرات الإنسانية الصغيرة، أو “الأبطال” المجهولين).
- النتيجة: عندما “تُبرز” الصحافة هذه “القصص” الإنسانية، هي لا “تنقل” خبراً فقط، بل “تبني” “جسراً” من “التعاطف” (Empathy) في المجتمع، و”تجبر” أصحاب القرار على “رؤية” ما كان “مخفياً”.
4. الصحافة كـ “رقيب” (The Watchdog): حماية “المصلحة العامة”
“الدور” الأسمى والأكثر أهمية للصحافة هو “الرقابة” لمصلحة “المجتمع”.
- الدور الإيجابي: (الصحافة الاستقصائية) تعمل كـ “عين” المجتمع التي “تراقب” أداء “المؤسسات” (الحكومية والخاصة). هي “تسأل” الأسئلة الصعبة: “أين تذهب الأموال؟”، “هل يتم تنفيذ الوعود؟”.
- النتيجة: هذا “الرقيب” ليس “سلبياً” أو “هداماً”، بل هو “إيجابي” و”بَنّاء”. “الخوف” من “تسليط” ضوء الصحافة هو ما “يدفع” المؤسسات إلى “تحسين” أدائها و”الالتزام” بالشفافية، وهذا “يحمي” المصلحة العامة للجميع.
خاتمة: إن “الصحافة” الواعية هي “جهاز المناعة” للمجتمع. هي “الأداة” التي يستخدمها “المجتمع” لـ “يفهم” نفسه، و”ينتقد” أخطاءه، و”يحمي” أفراده، و”يبني” “وعياً” جماعياً صلباً. الاستثمار في “صحافة جيدة” هو استثمار في “مجتمع” أفضل.

اترك تعليقاً