الإسكندرية – 15 نوفمبر 2025
في منطقة “ديناميكية” ومعقدة كالشرق الأوسط، حيث تتشابك “السياسة” مع “الاقتصاد” و”التاريخ” في كل حدث، يصبح “فهم” ما يجري “تحدياً” يومياً. فـ “العناوين” العاجلة و”التغريدات” المقتضبة التي تملأ “السوشيال ميديا” لا تقدم “الصورة” كاملة، بل غالباً ما تقدم “شظايا” منها، مما يؤدي إلى “تسطيح” الوعي و”تغذية” الاستقطاب.
هنا، يبرز “دور” الصحافة المهنية والتحليلية ليس كـ “رفاهية”، بل كـ “ضرورة” حيوية لفهم “جذور” القضايا الإقليمية، و”تفكيك” تعقيداتها، و”بناء” وعي عام “حقيقي” ومستنير.
1. توفير “السياق” (Context) بدلاً من “الحدث” (Event)
“الخطر” الأكبر في متابعة الأخبار الإقليمية هو “الاكتفاء” بـ “ماذا حدث؟”. لكن السؤال الأهم هو “لماذا حدث؟”.
- الدور الإيجابي: “الصحافة التحليلية” الجيدة هي التي “تربط النقاط”. عندما “تُبرم” (مصر والعراق) اتفاقية “ربط كهربائي”، فإن “الصحافة” لا تكتفي بـ “نقل” خبر التوقيع، بل “تقدم السياق”: هي تشرح “تاريخ” العلاقات، و”حاجة” العراق الملحة للطاقة، و”رؤية” مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.
- النتيجة: يتحول “القارئ” من “مستهلك” لخبر “عابر”، إلى “فاهم” لـ “الأبعاد الاستراتيجية” و”الفوائد” المشتركة وراء هذا الحدث.
2. “أنسنة” القضايا (Humanizing Issues)
“القضايا” الإقليمية (مثل “التحولات الاقتصادية” أو “ملفات المياه”) غالباً ما تُقدم كـ “أرقام” جافة أو “ملفات” سياسية مجردة.
- الدور الإيجابي: “الصحافة” الجيدة (عبر “التقارير الميدانية” و”القصص الإنسانية”) “تمنح” هذه “الأرقام” “وجهاً إنسانياً”. هي تذهب إلى “المزارع” الذي تأثر بـ “التكنولوجيا الزراعية” الجديدة، أو “رائد الأعمال” الشاب الذي استفاد من “اتفاقيات” التكامل الاقتصادي.
- النتيجة: “الأنسنة” “تبني جسوراً” من “الفهم” و”التعاطف” بين “الشعوب” العربية. هي تجعل “القضية” الإقليمية “مفهومة” و”ملموسة” على المستوى الشخصي.
3. تقديم “الصورة الكاملة” (The Full Picture)
“الخوارزميات” في “السوشيال ميديا” مصممة لتعرض لك “جانباً واحداً” من “الحقيقة” (الجانب الذي “توافق” عليه مسبقاً)، مما يخلق “غرف صدى” (Echo Chambers) خطيرة.
- الدور الإيجابي: “الصحافة المهنية” (الأخلاقية) “ملزمة” بتقديم “الصورة الكاملة”. هي “تستضيف” “الرأي” و”الرأي الآخر”، و”تستقي” المعلومات من “مصادر” متعددة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية).
- النتيجة: “القارئ” الذي “يطلع” على “صحافة متوازنة” يمتلك “رؤية بانورامية” (360 درجة) للقضية. هذا “التوازن” هو “الترياق” الوحيد لـ “التطرف” و”الاستقطاب” الذي يمزق فهمنا للمشهد الإقليمي.

